أناشيد الطبيعة: "قطرة المطر"
رابط النشيد والكلمات أسفل المقال
المطر وعالم الطفولة البهيج
للمطر سحر خاص يأسر القلوب، فكيف به إذا لامس قلوب الأطفال النقية؟ إن العلاقة بين المطر وسعادة الأطفال علاقة وثيقة وعميقة، تتجاوز مجرد الظواهر الطبيعية لتلامس أرواحهم وتغذي خيالهم. فمن منا لم يرَ طفلاً يبتسم فرحًا عند سماع أولى قطرات المطر، أو يركض بشغف نحو بركة ماء ليخوض فيها بكل بهجة؟
إن المطر يمثل للأطفال عالماً جديداً من الاكتشاف والمرح. تتحول الشوارع والحدائق إلى ساحات لعب مائية واسعة، وتصبح قطرات المطر رذاذاً منعشاً يداعب وجوههم الصغيرة. اللعب في الماء ليس مجرد تسلية، بل هو تجربة حسية ثرية تعمل على تنمية مهاراتهم الحركية والإدراكية. فالركض والقفز وتجنب قطرات المطر المتساقطة يقوي عضلاتهم ويحسن من تناسق حركاتهم. كما أن مراقبة تكون البرك المائية وتغير شكلها وحجمها يثير فضولهم العلمي ويشجعهم على طرح الأسئلة واستكشاف العالم من حولهم.
إن صوت المطر المتساقط له وقع موسيقي هادئ يبعث في النفس السكينة والراحة. وعند الأطفال، يتحول هذا الصوت إلى لحن عذب يرافق ألعابهم ويحفز خيالهم. قد يتخيلون أن قطرات المطر هي جنود صغيرة تهبط من السماء، أو أنها دموع الغيوم الفرحة. هذا الخيال الواسع هو جزء أساسي من نموهم العقلي والعاطفي، حيث يساعدهم على فهم العالم بطرق إبداعية ومبتكرة.
ولأناشيد الأطفال عن المطر أهمية خاصة في تعزيز هذه العلاقة الإيجابية. هذه الأناشيد ليست مجرد كلمات وألحان بسيطة، بل هي وسيلة تربوية ممتعة تنقل للأطفال معلومات عن المطر ودورته في الطبيعة بطريقة شيقة وجذابة. كما أنها تعبر عن مشاعر الفرح والبهجة التي يشعر بها الأطفال عند هطول الأمطار، مما يعزز ارتباطهم بهذه الظاهرة الطبيعية الجميلة.
من أشهر الأناشيد التي يرددها الأطفال عن المطر:
تراقصي تراقصي يا قطرة المطر
ولوحي للناس والبيوت والشجر
نامي على الحقول والدروب والسطوح
واسق ورودا ذَبُلَتْ وضمدي الجروح
تغلغلي تغلغلي في داخل التراب
واسقي بذورا عَطِشَت فأبكت السحاب
نامي على الحقول والدروب والسطوح
واسقي ورودا ذبلت وضمدي الجروح
شرح الكلمات:
"تراقصي تراقصي يا قطرة المطر"
تخيلوا قطرة مطر صغيرة تنزل من السماء. إنها ليست جامدة، بل تتحرك وتتهادى في الهواء كأنها ترقص فرحًا! عندما نقول "تراقصي تراقصي يا قطرة المطر"، فإننا ندعوها للتحرك بلطف وجمال وهي تهبط إلى الأرض. كلمة "تراقصي" تعني تحركي بخفة ورشاقة كأنك تؤدين رقصة.
"ولوحي للناس والبيوت والشجر"
عندما تنزل قطرة المطر، فإنها تمر بجانب الناس الذين يسيرون في الشارع، وتلامس أسطح البيوت، وتقع على أوراق الأشجار. عندما نقول "لوحي"، فإننا نتخيل أن قطرة المطر ترفع يدها الصغيرة لتحيي كل هؤلاء. إنها كأنها تقول "مرحباً" للجميع وهي في طريقها إلى الأرض. كلمة "لوحي" تعني أظهري التحية برفع اليد أو تحريكها.
"نامي على الحقول والدروب والسطوح"
بعد أن تراقصت قطرة المطر في الهواء، فإنها تستقر في النهاية على الأرض. قد تسقط على الحقول الخضراء الواسعة، أو على الطرق التي نسير عليها، أو حتى على أسطح منازلنا. عندما نقول "نامي"، فإننا نتخيل أن قطرة المطر تستريح بعد رحلتها من السماء. كلمة "نامي" تعني استقري وهدئي في مكان ما.
"واسقي ورودا ذَبُلَتْ وضمدي الجروح"
هنا نتعرف على فائدة مهمة جدًا للمطر. عندما لا يأتي المطر لفترة طويلة، قد تذبل الوردة الجميلة وتصبح حزينة. قطرة المطر عندما تسقط عليها، فإنها ترويها وتعيد إليها الحياة والنضارة، كأنها تضمّد جرحها وتعالجها. كلمة "ذبلت" تعني أصبحت ضعيفة وباهتة بسبب نقص الماء. أما كلمة "ضمدي الجروح" فتعني عالجي الآلام والجروح.
"تغلغلي تغلغلي في داخل التراب"
بعد أن تسقط قطرة المطر على الأرض، فإنها لا تبقى على السطح فقط، بل تتسرب وتنزل إلى داخل التربة. عندما نقول "تغلغلي تغلغلي"، فإننا نصف كيف تدخل قطرة المطر بين حبيبات التراب وتتعمق فيه. كلمة "تغلغلي" تعني ادخلي وتعمقي في شيء ما.
"واسقي بذورا عَطِشَت فأبكت السحاب"
في داخل التراب توجد بذور صغيرة تنتظر الماء لكي تنمو وتصبح نباتات جديدة. عندما لا يأتي المطر، تشعر هذه البذور بالعطش الشديد وكأنها تبكي وتطلب الماء من السحاب. قطرة المطر عندما تتغلغل في التراب، فإنها تسقي هذه البذور العطشانة وتفرحها. كلمة "عطشت" تعني شعرت بالظمأ الشديد. أما عبارة "فأبكت السحاب" فهي تعبير جميل يوحي بشدة حاجة البذور للماء لدرجة أن السحاب نفسه يتأثر ويُرسل المطر.
"نامي على الحقول والدروب والسطوح"
هذا الجزء يتكرر ليؤكد على استقرار قطرة المطر في النهاية على الأرض بعد رحلتها المفيدة.
"واسقي ورودا ذبلت وضمدي الجروح"
وهذا الجزء يتكرر أيضًا ليذكرنا بأهمية المطر في إنعاش النباتات وإعادة الحياة إليها.
يا أصدقائي، هذا النشيد الجميل يخبرنا عن رحلة قطرة المطر الصغيرة وكيف أنها تفرح وترقص وهي تنزل من السماء، وتحيي كل شيء في طريقها، ثم تستقر على الأرض لتسقي النباتات العطشانة وتعيد إليها الحياة.
رابط الفيديو: https://youtu.be/ZJ4QYb1FS2o

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق